الرد على العلماء المنادين بكروية الأرض.

* الرد على علماء التكوير ورويبضة الاعجاز العلمي باجماع الصحابة والتابعين وعلماء السلف على تسطح وبسط الارض وثباتها.
نلاحظ ان اغلب القائلين بكروية الارض عاشوا في عصور واكبت أو تلت ترجمة كتب الفلكيين فلاسفة الالحاد اليونانية التي جلبت المصائب العظيمة على المسلمين وكانت سبب لخداع وفتنة كثير من علماء المسلمين !!
وبهذا المقال المقسم لاربعة اقسام سأستعرض لكم فيه بالتفصيل:
١-ايات بسط وتسطح الارض،
٢-تفسير الايات من أئمة السلف،
٣-اقوال الصحابة،
٤-اقوال بعض علماء السلف،

* ايات بسط وتسطح الارض:

﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ ((دَحَاهَا))﴾، 
﴿وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ ((سُطِحَتْ))﴾
﴿وَالْأَرْضَ ((فَرَشْنَاهَا)) فَنِعْمَ ((الْمَاهِدُونَ))﴾
﴿((وَهُوَ ٱلَّذِی مَدَّ ٱلۡأَرۡضَ))﴾
﴿وَالْأَرْضَ ((مَدَدْنَاهَا))..﴾
﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ((بِسَاطًا))﴾
﴿وَالْأَرْضِ وَمَا ((طَحَاهَا))﴾،.
﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ((مَهْدًا))..﴾
﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ ((مِهَادًا))﴾
﴿ٱلَّذِی جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ ((فِرَ ٰ⁠شࣰا)) وَٱلسَّمَاۤءَ بِنَاۤءࣰ﴾
﴿ٱللَّهُ ٱلذی یُرسِلُ ٱلرِّیاحَ فَتُثِیرُ سحابࣰا ((فَیَبۡسُطُهُ)) فِی ٱلسماء﴾

* تفسير الصحابة والتابعين وأئمة السلف للايات:

١- ﴿وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَیۡفَ سُطِحَتۡ﴾
* يقول الإمام جلال الدين المحلي، الفقيه الشافعي (791 هـ - 864 هـ) صاحب تفسير الجلالين:
سُطِحَتْ " ظاهِر فِي أنَّ الأَرْض سَطْح، وعَلَيْهِ عُلَماء الشَّرْع، لا كُرَة كَما قالَهُ أهْل الهَيْئَة وإنْ لَمْ يَنْقُض رُكْنًا مِن أرْكان الشَّرْع.
* يقول الإمام ابن عطية الاندلسي ولد سنة 518هـ وتوفي سنة 599هـ. في تفسيره المحرر الوجيز:
وظاهِرُ هَذِهِ الآيَةِ أنَّ الأرْضَ سَطْحٌ لا كَرَةٌ، وهو الَّذِي عَلَيْهِ أهْلُ العِلْمِ، والقَوْلُ بِكُرَوِيَّتِها -وَإنْ كانَ لا يَنْقُصُ رُكْنًا مِن أرْكانِ الشَرْعِ- فَهو قَوْلٌ لا يُثْبِتُهُ عُلَماءُ الشَرْعِ.
* يقول الامام البغوي (٥١٦ هـ):
أي [بُسِطَتْ] قَالَ عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: هَلْ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَ الْإِبِلِ، أَوْ يَرْفَعَ مِثْلَ السَّمَاءِ، أَوْ يَنْصِبَ مِثْلَ الْجِبَالِ، أَوْ يَسْطَحَ مِثْلَ الْأَرْضِ غَيْرِي؟.
﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا﴾.
* يقول الامام ابن جرير الطبري (٣١٠ هـ):
وإلى الأرض كيف بُسطت، يقال: جبل مُسَطَّح: إذا كان في أعلاه استواء.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
وعن قتادة ﴿وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾ : أي بُسطت.
* قال الامام ابن كثير (٧٧٤ هـ):
أَيْ: كَيْفَ بُسِطَتْ وَمُدَّتْ وَمُهِّدَتْ.
* قال الامام القرطبي (٦٧١ هـ):
أَيْ بُسِطَتْ وَمُدَّتْ.

٢- قال تعالى﴿وَالأرْضَ مَدَدْنَاهَا﴾
* قال الامام القرطبي:
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَسَطْنَاهَا عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ، كَمَا قَالَ" وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها "أي بَسَطَهَا. وَقَالَ:" وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ ". وَهُوَ يَرُدُّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّهَا كَالْكُرَةِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ .
* قال الامام ابو الحسن الماوردي ولد بالبصرة سنة 364هـ في تفسيره:
أيْ بَسَطْناها.
قالَ قَتادَةُ.
بُسِطَتْ مِن مَكَّةَ لِأنَّها أُمُّ القُرى.
* قال الامام جلال الدين:
بسطناها.
* يقول الامام الطبري:
والأرض دحوناها فبسطناها
* قال الامام ابن كثير:
ذَكَرَ، تَعَالَى، خَلْقَهُ الْأَرْضَ، وَمَدَّهُ إِيَّاهَا وَتَوْسِيعَهَا وَبَسْطَهَا.
* قال الامام البغوي:
بَسَطْنَاهَا عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ.

٣- قال تعالى﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ بِسَاطًا﴾
* قال الامام ابن عطية:
يَقْتَضِي ظاهِرُهُ أنَّ الأرْضَ بَسِيطَةٌ كُرَوِيَّةٌ، واعْتِقادُ أحَدِ الأمْرَيْنِ غَيْرُ قادِحٍ في الشَرْعِ بِنَفْسِهِ اللهُمَّ إلّا أنْ يَتَرَكَّبَ عَلى القَوْلِ بِالكُرَوِيَّةِ نَظَرٌ فاسِدٌ، وأمّا اعْتِقادُ كَوْنِها بَسِيطَةً فَهو ظاهِرُ كِتابِ اللهِ تَعالى، وهو الَّذِي لا يَلْحَقُ عنهُ فَسادٌ البَتَّةَ، واسْتَدَلَّ ابْن مُجاهِدٍ عَلى صِحَّةِ ذَلِكَ بِماءِ البَحْرِ المُحِيطِ بِالمَعْمُورِ فَقالَ: لوْ كانَتِ الأرْضُ كُرَوِيَّةً لَما اسْتَقَرَّ الماءُ عَلَيْها.
* قال الامام القرطبي:
 أَيْ مَبْسُوطَةً.
* قال الامام ابن كثير:
أَيْ: بسَطَهَا وَمَهَّدَهَا وَقَرَّرَهَا وثَبتها بِالْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ الشُّمِّ الشَّامِخَاتِ.
* قال الامام البغوي:
 فَرَشَهَا وَبَسطَهَا لَكُمْ.
* قال الامام الماوردي:
أيْ مَبْسُوطَةٌ، وفِيهِ دَلِيلٌ عَلى أنَّها مَبْسُوطَةٌ.

٤- ﴿وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾
بَسَطَها وكانَتْ مَخْلُوقَة قَبْل السَّماء مِن غَيْر دَحْو.
* قال الامام الطبري:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة أي بسطها.
  ⁕ حدثني محمد بن خلف، قال: ثنا رَوّاد، عن أبي حمزة، عن السدي قال: بسطها.
  ⁕ حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان قال: بسطها
* قال الامام القرطبي:
أَيْ بَسَطَهَا. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: دَحَوْتُ الشَّيْءَ أَدْحُوهُ دَحْوًا: إِذَا بَسَطْتُهُ. وَيُقَالُ لِعُشِّ النَّعَامَةِ أُدْحَيُّ، لِأَنَّهُ مَبْسُوطٌ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ.
* قال الامام البغوي:
بَسَطَهَا، وَالدَّحْوُ الْبَسْطُ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ بِأَقْوَاتِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَدْحُوَهَا قَبْلَ السَّمَاءِ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ، ثُمَّ دَحَا الْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ.
* قال الامام ابن عطية:
ودَحْوُ الأرْضِ: بَسْطُها، ومِنهُ قَوْلُ أُمِّيَّةَ بْنِ أبِي الصَلْتِ:
دارٌ دَحاها ثُمَّ أسْكَنَنا بِها ∗∗∗ وأقامَ بِالأُخْرى الَّتِي هي أمْجَدُ.

٥- قال تعالى:﴿وَالأرْضِ وَمَا طَحَاهَا﴾
* قال الامام جلال الدين:
بسطها.
* قال الامام ابن كثير:
وَقَالَ مُجَاهِدٌ، وَقَتَادَةُ وَالضَّحَّاكُ، والسُّدِّي، وَالثَّوْرِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ، وَابْنُ زَيْدٍ: ﴿طَحَاهَا﴾ بَسَطَهَا.
وَهَذَا أَشْهَرُ الْأَقْوَالِ، وَعَلَيْهِ الْأَكْثَرُ مِنَ الْمُفسِّرِينَ، وَهُوَ الْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: طَحَوْتُهُ مِثْلُ دَحَوْتُهُ، أَيْ: بَسَطْتُهُ.
* قال الامام الطبري:
بسطها يمينا وشمالا ومن كلّ جانب.
وقال آخرون: يعني بذلك: وما بسطها.
* ذكر من قال ذلك:
عن مجاهد، قوله: ﴿وَالأرْضِ وَمَا طَحَاهَا﴾ قال: دحاها.
 وقال ابن زيد، في قوله: ﴿وَما طَحاهَا﴾ قال: بَسَطَها.
* قال الامام القرطبي:
طحاها أَيْ بَسَطَهَا، كَذَا قَالَ عَامَّةُ الْمُفَسِّرِينَ، مِثْلَ دَحَاهَا. قَالَ الْحَسَنُ وَمُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُمَا: طَحَاهَا وَدَحَاهَا: وَاحِدٌ، أَيْ بسطها مِنْ كُلِّ جَانِبٍ. وَالطَّحْوُ: الْبَسْطُ، طَحَا يَطْحُو طَحْوًا، وطَحى يَطْحَى طَحْيًا، وَطُحِيَتْ: اضْطَجَعَتْ.
* قال الامام البغوي:
بسطها.

٦- قال تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا﴾ 
* قال الامام البغوي:
أَيْ: فِرَاشًا وَهُوَ اسْمٌ لِمَا يُفْرَشُ، كَالْبِسَاطِ: اسْمٌ لِمَا يُبْسَطُ.
* قال الامام الطبري:
عن قتادة أي بساطا.

٧- قال تعالى﴿وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا﴾
* قال الامام الطبري:
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: والله الذي مَدَّ الأرض، فبسطها طولا وعرضًا.
* قال الامام ابن كثير:
أَيْ: جَعَلَهَا مُتَّسِعَةً مُمْتَدَّةً فِي الطُّولِ وَالْعَرْضِ.
* قال الامام القرطبي:
لَمَّا بَيَّنَ آيَاتِ السَّمَاوَاتِ بَيَّنَ آيَاتِ الْأَرْضِ، أَيْ بَسَطَ الْأَرْضَ طُولًا وَعَرْضًا ،
(وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ) أَيْ جِبَالًا ثَوَابِتَ، وَاحِدُهَا رَاسِيَةٌ، لِأَنَّ الْأَرْضَ تَرْسُو بِهَا، أَيْ تَثْبُتُ، وَالْإِرْسَاءُ الثُّبُوتُ ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعَطَاءٌ: أَوَّلُ جَبَلٍ وُضِعَ عَلَى الْأَرْضِ أَبُو قُبَيْسٍ ، مَسْأَلَةٌ: فِي هَذِهِ الْآيَةِ رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْأَرْضَ كَالْكُرَةِ.
* قال الامام ابن عطية:
﴿مَدَّ الأرْضَ﴾ يَقْتَضِي أنَّها بَسِيطَةٌ لا كُرَوِيَّةٌ، وهَذا هو ظاهرُ الشريعَة.
* قال الامام الماوردي:
أي بَسَطَها لِلِاسْتِقْرارِ عَلَيْها، رَدًّا عَلى مَن زَعَمَ أنَّها مُسْتَدِيرَةٌ كالكرة.

* اقوال الصحابة في تسطح وبسط وثبات الارض بالاسانيد الصحيحة:
ذكر الشيخ ابن تيمية في كتاب بغية المرتاد ص 289
عن وكيع عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال: "أول ما خلق الله عز وجل من شيء القلم فقال له: اكتب فقال: يا رب وما أكتب قال: اكتب القدر قال: فجرى بما هو كائن من ذلك إلى قيام الساعة" قال: "ثم خلق النون فدحا الأرض عليها فارتفع بخار الماء ففتق منه السموات واضطرب النون فمادت الأرض فأثبتت بالجبال وأن الجبال لتفخر على الأرض إلى يوم القيامة".
يقول الشيخ ابن تيمية: وحديث عمران بن حصين الذي ذكره هو ما رواه البخاري من غير وجه، منها ما رواه في كتاب التوحيد في باب (وكان عرشه على الماء) (وهو رب العرش العظيم) انتهى كلامه .
قال عبدالله ابن عمر :- (إنَّ الأرضينَ سبعٌ بينَ كلِّ أرضٍ والَّتي تليها مَسيرةُ خمسمائةِ عامٍ والعُلْيا على ظهرِ حوتٍ قد التَقَى طرَفاهُ في السَّماءِ والحوتُ على صخرةٍ والصَّخرةُ بيدِ الملكِ)
الراوي: عبدالله بن عمر | المحدث: السيوطي | المصدر: شرح المواقف
الصفحة أو الرقم: 2
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن.

* أقوال علماء وأئمة السلف واجماعهم على بسط وتسطح وثبات الارض:
* يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب ( بيان تلبيس الجهمية 1 / 506 )
«إذا تأملت هيئة هذا العالم ببصرك، واعتبرتها بفكرك، وجدته كالبيت المبني المُعدّ فيه جميع ما يحتاج إليه ساكنه من آلة وعتاد، فالسماء مرفوعة كالسقف، والأرض ممدودة كالبساط، والنجوم منضودة كالمصابيح، والجواهر مخزونة كالذخائر، وضروب النبات مهيأة للمطاعم والملابس والشارب، وصنوف الحيوان مسخرة للمراكب، مستعملة في المرافق، والإنسان كالمُمَلّك البيت، المخول ما فيه. وفي هذا كله دلالة واضحة على أن العالم مخلوق بتدبير وتقدير ونظام وأن له صانعًا حكيمًا تام القدرة بالغ الحكمة، انتهى كلامه، وكلام الشيخ هنا اوضح من ضوء الشمس لكل من له قلب مبصر، فهذا الشرح المفصل لشكل الملكوت لا يتطابق باي حال من الاحوال على وصف شكل الكرة ابدا !!
وهذا شرح بالتفصيل لاقوال الشيخ ابن تيمية عن شكل الارض:
* قال صاحب النونية الإمام القحطاني المتوفى سنة 383 هــ في قصيدته المشهورة ( نونية القحطاني ):
كذب المهندس و المنجم مثله **** فهما لعلم الله مدّعيان
الأرض عند كليهما كروية **** و هما بهذا القول مقترنان
والأرض عند أولي النهى لسطيحة **** بدليل صدق واضح القرآن
والله صيرها فراشاً للورى **** و بنى السماء بأحسن البنيان
والله أخبر أنها مسطوحة **** و أبان ذلك أيــّـما تبيان ِ.
* قال الأمام أبي منصور عبد القاهر البغدادي "429هـ":
والباسط في الدلالة على بسط الرزق لمن شاء وعلى انه بسط الارض ولذلك سماها بساطا خلاف قول من زعم من الفلاسفة والمنجمين ان الارض كروية غير مبسوطة (اصول الدين ص 146)
في كتابه "الفرق بين الفِرق" حيث بيّن أنّ من أصول أهل السنّة في زمانه أن الأرض مسطّحة ليست بكرة تدور حيث ذكر في باب الأصول التي إجتمع عليها أهل السنّة فقال:
"وأجمعوا -أي أهل السنّة- علي وقوف الأرض وسكونها, وأن حركتها إنّما تكون بعارض يعرض لها من زلزلة ونحوها, خلاف قول من زعم من الدهرية أن الأرض تهوي أبداً"
وقال كذلك " وأجمعوا علي أن الأرض متناهية الأطراف من الجهات كلّها وكذلك السماء متناهية الأقطار من الجهات الست, خلاف قول من زعم من الدهرية أنه لا نهاية للأرض من أسفل ولا من اليمين ولا من اليسار, ولا من خلف ولا من أمام, وإنّما نهايتها من الجهة التي تقابل الهواء من فوقها, وزعموا أن السماء أيضاً متناهية من تحتها, ولا نهاية لها من خمس جهات سوي جهة السفل"
وتأمّل هذا القول فهو أقرب لقول الكرويين في زماننا الحالي !!
وقال كذلك "وأجمعوا علي أن السماوات سبع طباق, خلاف من زعم من الفلاسفة والمنجّمين أنها تسع, وأجمعوا علي أنّها ليست بكريّة تدور حول الأرض, خلاف من زعم أنّها كراتٌ بعضها في جوف بعض, وأنّ الأرض في وسطها كمركز الكرة في جوفها" أ.هـ الفرق بين الفرق "ص 286".
* قال الامام أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد ابن علي الواحدي النيسابوري الشافعي (توفي 468 هـ)، وهو عالم بالتفسير وأسباب النزول قال في تفسيره البسيط للواحدي:
﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾، (أي: أبسطها، يقال دحوت أدحو دحوًا، ودَحَيْت أدحي دحيَّا، وفي حديث علي -رضي الله عنه-: اللهم داحي المدحيات، يعني باسط الأرضين السبع وموسعها، وهي المدحوات -بالواو- أيضًا).
وذكرنا الكلام في رتبة خلق السماء والأرض عند قوله: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ﴾
وقال أبو عبيدة: (دحاها)، و (طحاها): بسطها، يقال: دحوت، ودحيت.
وأنشد قول زيد بن عمرو بن نفيل:
دحاها فلما رآها استوت ... على الماء أرسى عليها الجبال.
الدحو: البسْطُ، دَحا الأرض يَدْحوها دَحْوًا: بسطها. "لسان العرب"
وفي "النهاية" الدَّحْو: البسط، والمَدْحوات: الأرضون، يقال: دَحا يدْحو، ويَدْحى: أي بسط ووسع.
 والذي وجدته عند أبي الشيخ من طريق البزار مرفوعًا من حديث علي: تبارك رافعها ومدبرها، ثم رمى ببصره -ﷺ- إلى الأرض، فقال: تبارك داحيها وخالقها). العظمة: 195: ح: 562.
وأورد هذه الرواية الهيثمي من طريق عليًا مرفوعة أيضًا مطولة، وقال: رواه البزار، وفيه من لم أعرفهم. "مجمع الزوائد" 7/ 328.
قال: وقع عد البعض إشكال بين قوله: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ﴾، وبين قوله: ﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾ فقالوا: هذه الآية تدل على أنه خلق الأرض قبل السماء؛ لأنه ذكر خلق الأرض، ثم قال بعد ما فرغ من ذكر خلق الأرض: "ثم استوى إلى السماء"، وقال في موضع آخر: ﴿أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا﴾ ﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾
فدلت هذه الآية على أنه خلق الأرض بعد السماء، فادعوا التناقض.
ثم رد عليهم بأجوبة، منها:
أن الله تعالى قال: ﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾ ولم يقل خلقها، وابتدأها، أو أنشأها، فابتداء خلق الأرض كان قبل خلق السموات، ثم خلق السموات، ثم دحا بعد ذلك الأرض، أي بسطها ومدها، فقد كانت ربوة مجتمعة. وهذا قول ابن قتيبة.
* قال الامام أبو المظفر السمعاني في تفسيره (٤٨٩ هـ).
﴿وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَـٰهَا وَأَلۡقَیۡنَا فِیهَا رَوَ ٰ⁠سِیَ وَأَنۢبَتۡنَا فِیهَا مِن كُلِّ شَیۡءࣲ مَّوۡزُونࣲ﴾
قَوْله تَعَالَى: ﴿وَالْأَرْض مددناها﴾ مَعْنَاهُ: بسطناها، وَيُقَال: إِنَّهَا مسيرَة خَمْسمِائَة سنة فِي مثلهَا، دحيت من تَحت الْكَعْبَة.
* قال الامام جلال الدين السيوطي (٩١١ هـ) في تفسيره :
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿ألَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ مِهادًا﴾ قالَ: فِراشًا وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ سُفْيانَ: ﴿ألَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ مِهادًا﴾ قالَ: فُرِشَتْ لَكم ﴿والجِبالَ أوْتادًا﴾ قالَ: أُوتِدَتْ بِها.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿ألَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ مِهادًا﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿مَعاشًا﴾ قالَ: نِعَمٌ مِنَ اللَّهِ يَعُدُّها عَلَيْكم يا بَنِي آدَمَ لِتَعْمَلُوا لِأداءِ شُكْرِها.
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: لَمّا أرادَ اللَّهُ أنْ يَخْلُقَ الخَلْقَ أرْسَلَ الرِّيحَ فَسَحَّتِ الماءَ حَتّى أبْدَتْ عَنْ حَشَفَةٍ وهي الَّتِي تَحْتَ الكَعْبَةِ ثُمَّ مَدَّ الأرْضَ حَتّى بَلَغَتْ ما شاءَ اللَّهُ مِنَ الطُّولِ والعَرْضِ وكانَتْ هَكَذا تَمِيدُ وقالَ بِيَدِهِ وهَكَذا وهَكَذا فَجَعَلَ اللَّهُ الجِبالَ رَواسِيَ أوْتادًا فَكانَ أبُو قُبَيْسٍ مِن أوَّلِ جَبَلٍ وُضِعَ في الأرْضِ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ الحَسَنِ قالَ: إنَّ الأرْضَ أوَّلُ ما خُلِقَتْ خُلِقَتْ مِن عِنْدِ
بَيْتِ المَقْدِسِ وُضِعَتْ طِينَةٌ فَقِيلَ لَها: اذْهَبِي هَكَذا وهَكَذا وهَكَذا وخُلِقَتْ عَلى صَخْرَةٍ والصَّخْرَةُ عَلى حُوتٍ والحُوتُ عَلى الماءِ فَأصْبَحَتْ وهي تَمِيعُ، فَقالَتِ المَلائِكَةُ: يا رَبِّ مَن يَسْكُنُ هَذِهِ فَأصْبَحَتِ الجِبالُ فِيها أوْتادًا فَقالَتِ المَلائِكَةُ: يا رَبِّ أخَلَقْتَ خَلْقًا هو أشَدُّ مِن هَذِهِ؟ قالَ: الحَدِيدَ، قالُوا: فَخَلَقْتَ خَلْقًا هو أشَدُّ مِنَ الحَدِيدِ؟ قالَ: النّارَ، قالُوا: فَخَلَقْتَ خَلْقًا هو أشَدُّ مِنَ النّارِ؟ قالَ: الماءَ، قالُوا: فَخَلَقْتَ خَلْقًا هو أشَدُّ مِنَ الماءِ؟ قالَ الرِّيحَ، قالُوا: فَخَلَقْتَ خَلْقًا هو أشَدُّ مِنَ الرِّيحِ؟ قالَ: البِناءُ، قالُوا: فَخَلَقْتَ خَلْقًا هو أشَدُّ مِنَ البِناءِ؟ قالَ: آدَمَ.
* قال الامام صديق حسن خان القنوجى ( 1248 هـ - 1307 هـ ) بلاغياً فى تفسيره ( فتح البيان فى مقاصد القرآن ):
(وهو الذي مد الأرض) على وجه الماء، قال الفراء: بسطها طولاً وعرضاً لتثبت عليها الأقدام ويتقلب عليها الحيوان، وقال الأصم: أن المدّ هو البسط إلى ما لا يدرك منتهاه زاد الكرخي: فقوله مد الأرض يشعر بأنه تعالى جعل الأرض حجماً عظيماً لا يقع البصر على منتهاه انتهى.
قيل وهذا المد الظاهر للبصر لا ينافي كرويتها في نفسها لتباعد أطرافها، وبه قال أهل الهيئة ، والله أخبر أنه مد الأرض وأنه دحاها وبسطهما وأنه جعلها فراشاً وكل ذلك يدل على كونها مسطحة كالأكف، وهو أصدق قيلاً وأبين دليلاً من أصحاب الهيئة.
وفي (مددناها) قال : أي بسطناها وفرشناها على وجه الماء كما في قوله والأرض بعد ذلك دحاها وفي قوله والأرض فرشناها فنعم الماهدون وفيه رد على من زعم أنها كالكرة.
هذا والحمدلله رب العالمين. واسال الله ان يجعل هذا المجهود خالص لوجهه الكريم ويجعل فيه اثر القبول وسبب لهداية العالمين من الظلمات الى النور اللهم امين ،
وهو حجة على كل ناكر وجاحد لايات الله الى يوم القيامة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما الفائدة من معرفة شكل الأرض؟ أهي مسطحة أم كروية!

الليل والنهار على الأرض المسطحة

كيف تبدأ بتعلم ومعرفة شكل الأرض الحقيقي

كيف اكتشف مايكلسون ومورلي أن الأرض ثابتة؟

(وترى الجبال تحسبها جامدة)

تجربة الليزر على بُحيرة طبريا تهدم انحناء الأرض

أقوال شيخ الاسلام ابن تيميه عن شكل الأرض

من أين بدأت نظرية مركزية الشمس وحركة الأرض