ما الفائدة من معرفة شكل الأرض؟ أهي مسطحة أم كروية!


أين الفائدة في معرفة أن الارض كروية أو مسطحة؟ لماذا كل هذا الجدال؟ أين المنفعة من هذا؟ سواء كانت كروية أو مسطحة أو مكعبة، الحياة تسير على ما هي عليه ولن يتغير شيء!

هو في الحقيقة، أهم فائدة أو أول دافع لخوضنا في هذا الأمر، هو “رد الباطل المفترى على القُـرآن” ابتداءً، ثم تحقير العقول واستغفالها،. فلو لم يقل الناس ابتداءً أنها كروية لما نطقنا ولا جادلنا،. ولَما فتحنا هذا الموضوع برمّته،. ولكنه تحقيق للحق، ورد الأمر لحقيقته، ولو كان متأخراً،.

أنا وأنت نعلم “من غير تعليم” أننا بشر، لنا وعي وفكر ومشاعر، ونعلم أن تكويننا مبدع ومعقد وعظيم وأنه في أحسن تقويم،. نعلم هذا بالبداهة والفطرة دون إملاء ودراسة، فتخيل أن يأتيك شخص ويقول أن الإنسان مجرد وساخة كيميائية! أو أنه عبارة عن غبار كوني، أو أنه خلق إفتراضي وليس حقيقي (يعني كمثال حين تلعب لعبة بلاي ستيشن هناك أشخاص إفتراضيين في اللعبة تتحكم فيهم أنت، فلو جلس أحد هؤلاء الاشخاص وتفكر بعمق سيكتشف أنه مجرد شخص إفتراضي)،. تخيل لو قيل لك أنك مثل هذا في الحقيقة، لو فكرت بعمق ستكتشف أنك افتراضي ولست بواقعي!، هل ستسكت عنها، وتقتنع بها؟ أم سترده؟! أما نحن فسنرده ونثبت الحق الذي نعلمه بالسليقة ولو اضطررنا لايجاد البينة سنوجدها،. ونرد باطله الغريب،.

أخي القارئ، هذا المثال الذي ضربته لك ليس مجرد مثال، بل هو موجود اليوم فعلاً، والآن كثير من الغرب يؤمن بأن الإنسان مجرد وسخ كيميائي وجد بالصدفة، ويمثلون ذلك بالعالم الافتراضي الموجود بألعاب الفيديو! فلو جئت أنت ترد عليهم، لن أفعل مثلك وأقول لك ما الفائدة؟ سواء خلقنا بإبداع أو خلقنا بالصدفة لا يهم، كله واحد، المهم الآن الحياة مستمرة! ولو فعلت ذلك ستسمني بالجاهل البليد، لا مبدأ لك ولا أصل!!

فالمسألة في الحقيقة، تحقيقٌ للحق وتصديقٌ للقرآن، وإماطة الأذى الذي لحق به من تفسير وتحريف وتخريف، ورد الأمر لأصله الأول،. فقد بيّن القُــرآن أنها سطحت، فحرفوها،. فكل ما نفعله اليوم هو أننا نقول كلمة القُــرآن لا غير : سطحت، فنُتهم، والذي يقول عنها : كورت، يُبجل ويُحترم!،.

هذا من الناحية الدينية، وهي الأساس، ثم تأتي التفرعات الاخرى التي تجعل للقضية فائدة عظيمة ولو لم يشعر بها السائل بشكل مباشر،. ولكن الحاكم والمسؤول عن مراكز وبرامج الفضاء سيشعر بها لزاماً ولن يقول ما الفائدة! هو إن صدق أنها كروية سيدفع الملايين بل المليارات لملاحقة ركب الدول المتقدمة،. ولكن لو علم أنها مسطحة ولا وجود لفضاء، كم سيوفر؟! فالمسألة بالنسبة له مهمة،. وليست مهمة جداً للعامي الجاهل،.

-- تسمع من الفضائيين أرقاماً خيالية، ملايين السنين، بل سنين ضوئية،. ومليارات النجوم، وأحجام الشموس وعدد المجرات، وتضخيم مهول لأحجام الكواكب والثقوب السوداء،. حتى أن الأرقام التي لا يمكن حسابها، صارت ضرباً للمثل فيقال عنها (أرقام فلكية)،. نعم، هي أرقام لا يمكنك اختبارها، ليس لك سوى الوقوف مذهولاً أمامها مسبحاً ربك على هذا الخلق العظيم،. ثم تبدأ المرحلة الثانية،.

بمجرد قراءتك لهذه الارقام الهائلة، سيكون أول شعور يخالجك بعد (سُبْحَانَ اللّٰه، سُبْحَانَ اللّٰه)،. هو أن هناك مجموعة من العلماء وصلت فيهم التكنولوجيا والعلم مبلغه ومنتهاه،. فتبدأ بتحقير نفسك أمامهم،. وستشعر بالدّون، وأنك “لا شيء”، ومهما قرأت وتعلمت ودرست، ستبقى في مؤخرة التكنولوجيا، لن تصل لمستواهم، هم أسياد العلم، هم العلماء، هم المفكرون،. هم فوق فوق وأنت تحت، تابعٌ لهم،.

أنت وكل من حولك ستشعرون بهذا،. وهذا ما يريدونه فعلاً،. هنا ترتفع عملتهم على عملتك، هنا تخضع دولتك لدولتهم، هنا يأمرونك فتسمع وتطيع، هنا ينهونك عما يريدون فتنتهي خاضعاً مرغماً، هنا يفرضون أنفسهم عليك، لماذا؟ لأنك تعلم أنهم لن يأمروا ولم ينهوا إلا بعلم ودراسة ودراية وإحاطة ومراقبة طويلة من وكالاتهم العلمية المتقدمة، هؤلاء علمااااء، أفنوا حياتهم بالتجارب والاختراعات، ودولهم دفعت المليارات لأجلهم، (طبعاً من جيوب الشعوب) انت إيش قدامهم؟! انت ما تسوى حبة غبرة في قندرة أحد علماء ناسا الذين اخترعوا هذه المحطة الدولية!! هكذا قال بعض المسلمين صراحةً،.

لا تظن أن هذا محض خيال، بل هذا حصل فعلاً، اليوم أمريكا تفرض على بقية الدول عدد معين من المصانع، لا يحق لأي دولة تعديه، لماذا؟! لأنهم اكتشفوا أن الأوزون فيه ثقبٌ واسع وستدخل الأشعة التحت حمراء والفوق بنفسجية على الكرة الأرضية من هذا الثقب، وأن دخان المصانع والغازات الناتجة من الصناعة سيضر الكوكب ويضر الناس ويسبب الاحتباس الحراري، فرحمةً بالناس وحرصاً على مصلحتهم،. يُمنع أن تصنعوا كثيراً، إلا بشروط وحدود، والدول ترد: سمعنا وأطعنا،. وتبقى أمريكا هي الرائدة في كل الصناعات، ويبقى اقتصادها هي الأقوى عالمياً، فتحكم وتتحكم، فتراها ترأست كل المنظمات الدولية وفي كل المجالات، منظمة الأوبك أمريكية، صندوق النقد الدولي أمريكي، خطوط الطيران المدني أمريكي، منظمة الصحة العالمية أمريكية، اليونيسكو واليونيسيف والأمم المتحدة من أمريكا، ومنظمة الدواء، حتى مضادات الأوبئة واللقاحات، فقط من أمريكا،. واحتكرت كل شيء في العالم، منها معاهدة القطب الجنوبي (المزعوم) التي مسكت زمام أمرها أمريكا، حتى منظمة الفضاء الدولية ناسا أمريكية، وهي التي تتحكم ببقية المنظمات الفضائية في العالم، وتبقى أنت تشحت منهم التراخيص والشهادات والموافقات بعد أن تثبت أنك صديق للبيئة!! وتحلف بأغلظ الأيمان أنك والبيئة أصدقاء من أيام الابتدائية، وتربطكم علاقة حميمة،. واليوم المصانع مجبورة على شراء فلاتر (أمريكية) لحماية الغلاف الجوي من أزمة التلوث،. ولن تستطيع أن تخطوا خطوة إلا بإشرافهم وإذنهم،.

أنت سمحت لهم، أنت أذنت لهم أن يتعالوا عليك،. حين كذبوا الكذبة، هم أنفسهم ما كانوا يتوقعوا أن يُقابل كذبهم بهذا التصديق،. قالوا نجرب، لا، لم يقولوا، كانوا على يقين أنها (راح تمشي عليهم)،. هم جربوكم من قبل بقصص الخيال الكروي والنزول على القمر، وقصص الأقمار الاصطناعية، وقصص الكواكب ذات ملايين السنين الضوئية،. وقصص الثقوب السوداء، حتى تيقنوا أن المتلقي كائن غبي، كائن بليد، يصدق النكتة، وتمشي عليه المزحة، ويأخذها بجد، بل سيدافع بدلاً منا إن لزم الأمر، لا يمكنه كشف الحقيقة لأنه يرانا أسياداً في العلم والصناعة الفضائية،. فسهل عليهم صناعة وتمرير كذبة كبرى حجمها نصف مليون كيلوجرام،.

مبروك،… لقد حققت لهم أول أهدافهم حين صدقت أول كذبة (الصعود للقمر)، فالخدعة التي بعدها كانت أسهل بكثير،. ثم توالت الكذبات، وانت شغلك الوحيد أنك تنصدم بهذا العلم وتكبر الله وتسبحه على ما هداهم،. ثم تسلم لهم تسليماً،.

لا تقل ايش ينفع موضوع الأرض؟ مسطحة ولا كروية، هذه مضيعة للوقت وكلام فاضي،. افرض طلعت مثلثة وبعدين؟! انا ايش خسران؟!! لا يا حبي، انت خسرت وخلصت من زمان،. واليوم مهما تحاول سيبقى اقتصاد دولتك محدود، وتبقى دولتك تدفع لهم، (لانهم يراقبون الأوزون، والاحتباس الحراري، والأشعة التحت باطية الاقحوانية، ويراقبون ذوبان الجليد من القطبين، ومنسوب مياه المحيطات) عشان يحمون كوكب الأرض وعشان الناس الغلابة،..

اليوم الدول تضع ميزانيات ضخمة لرحلات الفضاء، ولمواكبة التطور واللحاق بقافلة العلم (الغير نافع)،. كل تلك الأموال من جيبي وجيبك،. كان الفقراء أولى بها، فهي من ثروات أرضها وشعبها، وحين تكسرت ميزانياتها واحتاجت لضخ المزيد من المال رفعت قيمة المخالفات ورفعت الرسوم وفرضت الضرائب على الشعب،. من الذي يدفع تلك الضرائب والرسوم؟! أنا وأنت،. أبي وأبيك، جاري وجارك، كل منا يدفع من تعبه وعرقه،.. ثم تقول ما الفائدة؟! المفروض أن يُقلب عليك السؤال،. بعد أن دفع الشعب كل تلك الأموال،. ماذا استفدنا؟

هذا هو السؤال المهم الذي يبطل مزاعمهم الفضائية،. ماذا استفدنا؟

فلنفرض أننا صدقناهم، ماذا بعد؟، ماذا استفدنا؟! ما الذي جنيناه؟ هذا السؤال الذي لا يعرفون إجابته،. ذهبتم للقمر؟ تمام، ذهبتهم للمريخ؟، طيب جميل، رااائع، وبعدين؟! ماذا جنينا من هذا؟! ما الذي تغير؟؟ هل تحسنت معيشة الناس؟ نزلت الاسعار؟! هل اصبح الناس في أمن وأمان أكثر من قبل؟! هل شبع الناس وحلت مشاكل الفقر؟! هل عاش الناس بصحة عالية وخفت الأمراض؟ هل حل الأمان والسلام على الأرض وتوقف الحرب والدمار والتهجير؟! بل حتى لما اختفت الطائرة الماليزية والمصرية، هل نفعونا في هذه؟! هل أوجدوها!؟

من الأولى بهذا السؤال؟ الكرويون أم المسطحون؟

الحقيقة،.. الذي أثار المسألة ونفخ وتعمق فيها وتكلم وتكلم وأنشأ لها الكتب المنسوبة للعلم (تستراً على الإلحاد)، ثم التخصصات ثم المحطات والوكالات، وتزعم تمثيليات صعود الفضاء،. من؟! هو الذي يوجه له هذا السؤال،. ما الفائدة من معرفة كونها كروية أو مسطحة؟!

أما نحن فلماذا نُسأل هذا السؤال؟! ماذا فعلنا؟! قلنا للناس ما قال الله،. فقط،. فلمَ نسأل؟!

الأصل أن يُوجه السؤال للقوم الذين قالوا كورت، لم قالوا بأنها كرويّة، ولن يجدوا لهذا السؤال جواباً إلا أنهم نُشِئوا عليه منذ الصغر، وهكذا لُقّنوا، هذا ما وجدنا عليه آباؤنا،. فصدقوا ولم يتسائلوا يوماً عن البرهان،. ودفاعاً عما تربّوا عليه، سيقولون بأن العلم الحديث “أثبت” هذا بالصور، وبالرّحلات الفضائية،. ﴿..تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ؛ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾،. هذا وهم،. حيث أن الصور والرحلات كلها مزوّرة،. فيسقط هذا الإثبات،. وليس عندهم غيره، فيبقى السؤال الأهم هو لماذا اخترعوا هذه الكذبة؟! فهم الأولى بالسؤال هذا، وهذا مالا يقبله المؤمنون بالكروية،. يرضى بالعيش في الوهم ولا يرضى أن يقال له أنت موهم! ويجهلون تماماً ما وراء هذا الوهم والكذب والتزوير وما الهدف والغرض منه،. يجهلون أن الأمر كله لعبادة الشمس، وتأليه الشمس وتعظيمها،. وحذف ما تؤمن به من أن ((الله)) هو الذي خلق وأبدع، والبراهين كثيرة،. يكفيك قليل من البحث بعمق والتفكير بجدية في سبب الكذب،. ليست في هذه القضية فقط،. بل حتى في قضية بدأ الخلق والنشأة الأولى، فقد تفلسفوا فيها وخرصوا، ظنا وكذباً من أنفسهم بلا برهان، ثم ثبتوا دراستها على المدارس والجامعات بقوة السلطة، منذ سنة 1975 حتى خرج الجيل الجديد يؤمن بل يوقن بنظرية الانفجار الكبير ونظرية داروين، وأنهما هما الحق الذي كان،.

ثم إن كنت لا تهتم بشكل الأرض هي مسطحة أم كروية، فلم تتعنى وتسأل هذا السؤال؟! تجاهل الموضوع، وامض في طريقك،.

كيف تقنع من لا يعترف بالقرآن؟!

أعداد الذين يؤمنون بالمسطحة من الكفار أكثر من أعداد المسلمين أضعافاً مضاعفة، المفارقة العجيبة، أنهم لا يعترفون بالقرآن! فكيف هؤلاء آمنوا بالمسطحة بظنك؟!

أدلتهم من الإنجيل قليلة جداً وليست قوية، لا يعتمدون عليها اعمتادا كليا،. بل على الأدلة العلمية،.

ولكن عندنا كمسلمين،. كل من يسأل ما الفائدة في الكلام عن الأرض وشكلها، والسماء وخلقها وكل هذه التفاصيل! رد عليه بهذه الآيات،. ولاحظ خواتيم الآيات،.

قالَ اْللّٰه،. ﴿المر،. تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ ((وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ)) ۝ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ ((لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ)) ۝ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ((إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)) ۝ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ((إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ))﴾ [الرعد 1 ــ 4]

كل كذبة وراءها أهداف

كل كذبة وراءها أهداف لا يريدونك أن تعرفها مباشرةً وإلا فضحوا أنفسهم، ولكن بعد ترسخ هذه الأفكار في ذهنك، تتفكر بعدها بعمق، وتكتشف أن الإنسان لا يحتاج لخالق يخلقه! وترد الأمر للطبيعة تخلق نفسها وتبقي الأصلح، وهكذا يبلغون ما يريدون من أهداف مدروسة بعناية، وكونك لا تعلم الهدف لا يعني أنه غير موجود،.

موضوع الكروية لهم فيها هدف،.
موضوع مثلث برمودا لهم فيها غرض،.
كذلك نظرية التطور وأن أصل الانسان قرد، لهم فيها قصد معين وهدف،.
موضوع القطب الجنوبي، موضوع قنابل اليورانيوم والنووي، موضوع الاحتباس الحراري، الجاذبية، الغلاف الجوي والاقمار الصناعية،. ثقب الأوزون،. وغيرها الكثير

كلها وراءها غرض وهدف يسعون للوصول إليه،. إن كذبت إحدى هذه الأمور، وهذا لابد، مثل (تكذيبك لنظرية التطور) فسوف أسألك لماذا بظنك يكذبون؟!

جوابك يهمني، ليس لمجرد الإجابة نفسها، بل لأنك بدأت تفكر وتعمل عقلك ولا تتبع كل ما يقال،. بدأت تشك فيهم، بدأت تتسائل وتكتشف بنفسك ولا تقلد كالأعمى،. واعلم أن إجابتك على سبب كذبهم في (التطور) هو نفس إجابتنا على سبب كذبهم في (الكروية)،.

كن على بينة من أمرك واعرف أين وضعك الله، وتحقق من الطريق التي تسير فيها،. ﴿أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الملك 22]

قالَ اْللّٰه،. ﴿أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ۝ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ((اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا)) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ۝ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَٰذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ۝ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ۝ مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ﴾ [يونس 66 ـ 70]،.

لاحظ أن الآية 66 تتكلم عن الشرك، والآية 68 كذلك عن الشرك، أما الآية التي بينهما 67،. آية عجيبة، تتكلم عن الليل والنهار، لا دخل لها بالشرك، ولكن هل تعلم أن الله يبطل بهذه الآية كل الشرك؟ كيف؟،.. قال،. ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾،. اللّه ذكر الليل وما يقابله: أي النهار،. لكن حين ذكر السكون للّيل،.. يفترض (بأفهامنا القاصرة) أن يذكر ما يقابل السكون،. وهو الحركة، لكنه ذكر الإبصار، قال ﴿وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا﴾، عكس السكون هو الحركة، وليس الإبصار! فلماذا ذكر الإبصار؟!

الناس في النهار (يبصرون)،. يتحركون ويقضون ويعملون ويسافرون،.. ولكن في الليل يسكنون،.. لماذا؟ لأنهم لا ((يبصرون))،. الليل ظلمة،. عتمة،. لا تستطيع أن تخرج وتعمل أو تصيد أو تشتغل في الظلمة، ففي الصيد قد تقتل إنساناً وأنت تظنه دابة، ففي الليل أنت لا ترى، ولا تبصر، فلا تعرف هذا الذي أمامك أهو رجل أم امرأة؟ فلا تستطيع أن تقضي بشيء،.. فبالتالي تمسك ولا تقضي بشيء حتى تبصر وتتأكد، لن تبني قرارك على ظن.

بإختصار: حين تُظلم عليك ولا تملك الهدى والنور تَسكن،.. لأنك لا تبصر ولا ترى فلا (تعلم)،.. كل ما بين يديك يصير غيباً فتسكن، هذا أنت يا إنسان،.. تسكن لأنك لا تملك النور الذي يدلك ويهديك (إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَٰذَا)؟،.. فكيف تحكم على اللّه وهو (غيب) أن له ولد؟؟ أين رأيتَ الولد؟ أين رأيت الشريك؟ (أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُون)؟ لا ترى اللّـه،.. ولا ترى شيئاً في الغيب،.. ثم تقضي وتحكم به كما تشاء؟!

وكأن الله حين تكلم عن الليل الساكن يعلمك أن تسكن في الطريق المظلم، ولا تسير حتى تبصر أمامك فتعرف أين تضع رجلك في الطريق،. الطريق الذي قدمته لنا ناسا وأعوانها طريق مظلم لا ترى فيه نوراً ولا دليلاً ولا برهاناً، لا بينة لديك ولا لديهم ولا هادي ولا نور، طريق لا تستطيع القضاء فيه فقف، قف مكانك حتى تجد نوراً تهتدي به، حتى تبصر، حتى تجد دليلاً يقودك لبر النجاة،. ولن تجد هادياً أهدى من القُــرآن،. هو نور، بصائر،. آيات، بينات، مبيّنات،.

﴿قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ ((هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ)) أَمْ هَلْ تَسْتَوِي (الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ) أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ ((خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ)) قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ [الرعد 16]

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينْ، رَبَنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا،.. ﴿ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾،.

تعليقات

  1. 👏🏼💯
    لكن أكثر ما يحزن هو لوي علماء المسلمين للآيات القرآنية لتتناسب مع هذه النظريات واذا اخذت الآيات بالفهم الصريح قالوا " تفسر القران بكيفك "

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الليل والنهار على الأرض المسطحة

كيف تبدأ بتعلم ومعرفة شكل الأرض الحقيقي

الرد على العلماء المنادين بكروية الأرض.

كيف اكتشف مايكلسون ومورلي أن الأرض ثابتة؟

(وترى الجبال تحسبها جامدة)

تجربة الليزر على بُحيرة طبريا تهدم انحناء الأرض

أقوال شيخ الاسلام ابن تيميه عن شكل الأرض

من أين بدأت نظرية مركزية الشمس وحركة الأرض