الـقـمـر

 

نحن هنا لن نتكلم في التفسير… لأن المفَسر لا يُفسر

{تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً }الفرقان61

وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا ﴿٦١ الفرقان﴾

لاحظ هنا “مُّنِيراً” اسم فاعل وليس اسم مفعول
أنا هنا لا اتكلم عن الاعراب بل اتكلم عن نوع الاسم
قال الله تعالى”مُّنِيراً” اسم فاعل ولم يستخدم كلمة “مُنَارَاً” اسم مفعول اي ان القمر هو الفاعل هو المنير بذاته هو من فعل الفعل بذاته.
مثال للتوضيح كلمة “مُدير” و “مُدار” :- حيث ان مُدير هو من قام بفعل الإدارة وادار أما مُدار فهو الذي وقع عليه فعل الإدارة

مثال آخر كلمة “مُذيب” و”مُذاب” :- حيث مُذيب تعني انه هو من يقوم بفعل الإذابة أما “مُذاب” فهو من وقع عليه فعل الإذابة.

{وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً }نوح16

القمر في السماء نور والآية بدأت بالقمر كما ترى فلا يصح أن ينسب النور للقمر والشمس هي صاحبة النور و الآية واضحة أن كل منهما مستقل في نوره عن الاخر.

هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا ﴿٥ يونس﴾

الضياء والنور مختلفان من حيث نوع وشدة الإضاءة، وليس معناها النور مصدره الضياء، أيضًا أن الضوء مصحوب بحرارة أما النور فلا ولذلك دائما ما نجد الليل أبرد من النهار وهنا مقطع يثبت ذلك بقياس درجة برودة القمر وقد تم ذكر ذلك سابقًا.

{الله نور السماوات والأرض} (النور:35)

{وأشرقت الأرض بنور ربها} (الزمر:69)

{يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم}(التوبة:32)

ولله المثل الاعلى ليس كمثله شئ سبحانه وتعالى
ثلاث آيات لكل من يفتي ويكذب بقوله ان معنى كلمة نور تعني انعكاس وأنه ليس صاحب النور.

الآيات واضحه قاطعة لا تحتمل التأويل والتفسير والفلسفة.

القمر مُنير بذاته

حركة القمر:-

القمر له ثلاثة حركات في السماء:

1- تنقل القمر بين المدارات

2- دورانه في فلكه فوق الأرض

3- حركة وجة القمر مثل العجلة

تنقل القمر بين المدارات : مع أن الشمس أسرع من القمر وتسبقه كل يوم، إلا أن سرعة تنقله بين المدارات أكبر من سرعة تنقل الشمس بين المدارات بكثير فالقمر يمر ويتنقل بين جميع المدارات (الجدي والإستواء والسرطان) شهرياً بينما تقوم الشمس بإكمال تنقلها (الانطلاق من مدار الجدي والعودة اليه) سنوياً

يعني القمر اسرع من الشمس في تنقله بين المدارات ولكنه أبطأ منها في دورانه فوق الأرض.

وبسبب اختلاف السرعات، نرى أحيانا القمر في النهار وأحيانا أخرى في الليل.

يبدأ القمر من منزلة العرجون القديم ويكون قريباً من الشمس في أول الشهر الهجري وفي منتصف الشهر يكون بدراً ويكون في منتصف الليل، وفي نهاية الشهر يعود إلى منزلة العرجون القديم ويكون قريباً من الشمس. وكل هذا يحدث بسبب إختلاف سرعة الدوران فوق الأرض.

دوران القمر في فلكه فوق الارض:

دوران القمر اليومي فوق الأرض، يكون في فلك شبه مستدير ولكن ليس كامل الإستدارة لانه ينحرف قليلاً حتى يتنقل بين المدارات، وهذا سبب ظهور القمر كل يوم من المشرق ثم يذهب إلى المغرب.

دوران وجة القمر مثل العجلة :

الحركة الثالثة للقمر هي حركة وجهه مثل العجلة مع ثبات نفس شكل الوجة كما هو موضح في الفيديو. طبعاً سبب حركة الوجة مثل العجلة هي نفسها الحركة الأولى وهي تنقله بين المدارات لانك تراه من زواية مختلفة في كل مرة يغير مداره.

طبعًا – والله أعلم- كل هذه الحركات لا علاقة لها بمنازل القمر وتغيرها.

وظيفة القمر الأساسية:-
إن وظيفة القمر الأساسية هي لنعلم عدد السنين والحساب
قال تعالى:-
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ

لم يكن العرب أهل علم بالحساب ففي التقويم الشهري كانوا يعتمدون على سير القمر ومنازله لحساب الاشهر فجاء الإسلام وأقره لوضوحه وسهولة الأخذ كما في الآية السابقة.

فهو المعتبر في توقيت الفرائض من صيام وزكاة وحج وبه تحسب الاعياد وهو المعتمد في عِدَدِ النساء كثلاثة اشهر واربعة اشهر وعشرة ايام والكفارات كشهرين متتابعين وكحول زكاة المال كلها بالاشهر القمرية قال تعالى :

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 

قال ابن تيمية: فالذي جادت به شريعتنا اكمل الامور لانه وَقَّتَ الشهر بأمرٍ طبيعي ظاهرا عاما يدرك بالابصار

قال عليه الصلاة والسلام صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته.

واما التقويم السنوي فلم يكن للعرب تقويما خاص بهم يجمعهم كما عند الامم الاخرى فكانوا يؤرخون بالحوادث الفريدة والوقائع المشهورة كحادثة الفيل وبعثة النبي وفي عهد امير المؤمنين عمر بن الخطاب اعتمد التقويم باشهره القمرية المعهودة لدى العرب على ان تكون بداية التاريخ من السنة التي هاجر فيها النبي صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة لان الهجرة بداية عز الاسلام وقوته فكان اختيار مسددا فعن سهل بن سعد قال ماعدوا من مبعث النبي ولا وفاته ماعدوا إلا من مقدمة المدينة واستقر الرأي على أن يكون أول السنة شهر الله المحرم.

والله تعالى أعلى وأعلم

سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب اليك…

كتابة: راسيل.